إيرل سوثرلند: مكتشف آلية عمل الهرمونات
في مثل هذا اليوم، يُحتفى بذكرى ميلاد العالم الأمريكي إيرل سوثرلند، الحاصل على جائزة نوبل في الفسيولوجيا أو الطب عام 1971، تقديرًا لاكتشافه آلية عمل الهرمونات، ما مثّل إنجازًا بارزًا في فهم الوظائف الحيوية داخل الجسم.
سوثرلند درس كيفية انتقال الإشارات بين أجزاء الجسم عبر نبضات كهربائية ومواد كيميائية مثل الهرمونات، وركّزت أبحاثه على دور الأدرينالين كهرمون رئيسي في هذه العملية. بدأت أبحاثه بالتعاون مع العالم كارل كوري، حيث استكشف كيفية تنظيم الأدرينالين لتحلل الجليكوجين في الكبد وتحويله إلى جلوكوز، وهو مصدر الطاقة الأساسي في حالات الإجهاد.
كان اكتشافه الأبرز يتمثل في أن الأدرينالين لا يعمل مباشرة داخل الخلايا، بل يقوم بتفعيل إنزيمات محددة مثل "فسفوريلاز"، مما يؤدي إلى إطلاق الجلوكوز. كما توصّل إلى وجود وسيط كيميائي يُعرف بـ "أحادي الفوسفات الحلقي" (Cyclic AMP)، الذي ينقل الإشارات داخل الخلايا ويُعتبر حجر الزاوية لفهم آلية عمل العديد من الهرمونات.
ساهمت هذه الاكتشافات في حل لغز آلية عمل الهرمونات، الذي ظل غامضًا لعقود، ووضعت الأساس للتطبيقات الطبية الحديثة في مجالات عدة، من علاجات الأمراض المزمنة إلى الأبحاث الدوائية.
إيرل سوثرلند سيظل رمزًا بارزًا في تاريخ العلم، بفضل إسهاماته التي أسهمت في فهم أعمق للعمليات الحيوية التي يقوم عليها جسم الإنسان.